من طرف semsema الإثنين أكتوبر 06, 2008 4:13 am
خطة الخداع الاستراتيجى والتغلب على العقبات النصر السريع في حرب أكتوبر ما كان ليتحقق بحسب المراقبين لولا وجود عنصرى الخداع والمفاجأة ، حيث وجهت المخابرات المصرية والسورية أكبر صفعة للموساد الإسرائيلى الذى سقط هو الآخر كأسطورة الجيش الذى لا يقهر ولذا نسلط الضوء هنا على خطة الخداع وشهادات أبرز قادة حرب أكتوبر حول المفاجآت التى زلزلت إسرائيل عسكريا وسياسيا.
ماذا فعلت مصر لخداع العدو
1. دخلت القيادة السياسية في مصر وسوريا قبل الحرب في مشروع للوحدة مع ليبيا والسودان رأى فيه العدو حالة استرخاء للقيادات السياسية في البلدين ولم ير فيها أن ليبيا والسودان قد أصبحا هما العمق العسكرى واللوجيستى لمصر .
فقد تدرب الطيارون المصريون فى القواعد الليبية وعلى طائرات الميراج الليبية ونقلت الكلية الحربية المصرية إلى السودان بعيدا عن مدى الطيران الإسرائيلى ، وقد سمح مشروع الوحدة بجلوس القادة العسكريين فى مصر وسوريا على مائدة المفاوضات أمام عيون الموساد للتنسيق فيما بينهم على موعد الحرب .
2.الذكاء فى التعامل مع حركة القمر الصناعى الأمريكى المخصص لمراقبة الجبهة وقتها ، حيث أجرت مصر التعبئة العامة 3 مرات قبل هذه الحرب ( مناورات الخريف) وكانت إسرائيل تقوم فى كل مرة باستدعاء احتياطيها المركزى وتعلن التعبئة العامة خوفا من الهجوم المصرى المرتقب وكانت تلك التعبئة توقف الحياة الاقتصادية فى إسرائيل تماما وتكبدها ملايين الدولارات.
والمرة الوحيدة التى أعلنت فيها مصر التعبئة العامة فى مناورات الخريف وتجاهلتها إسرائيل بسبب تكلفتها وخسائرها المالية هى التى قامت فيها حرب أكتوبر .
3. أعطت تعليمات للضباط الصغار بالكليات العسكرية بمواصلة الدراسة يوم 9 أكتوبر ، وسمح للضباط بالحج ، ويوم 4 أكتوبر أعلنت وسائل الإعلام المصرية عن تسريح 20000 جندى احتياط وصباح يوم 6 أكتوبر نشر المصريون فرقا خاصة على طول القناة وكانت مهمتهم أن يتحركوا بدون خوذ أو أسلحة أو ملابس وأن يستحموا ويصطادوا السمك ويأكلوا البرتقال.
4. تم تطوير مصلحة الدفاع المدنى قبل الحرب بمعدات إطفاء قوية وحديثة ومنها طلمبات المياه التى استخدمت فى تجريف الساتر الترابى بطول الجبهة وذلك بعيدا عن عيون الموساد.
5. أما بالنسبة للجبهة السورية ، فقبل الحرب بأسبوعين خطفت المقاومة الفلسطينية بأوامر من سوريا قطارا ينقل المهاجرين اليهود القادمين من روسيا إلى معسكر شنواة بالنمسا وكان ذلك بغرض توجيه أنظار إسرائيل السياسية إلى النمسا وليس لمايجرى على الجبهتين المصرية والسورية وهو ماحدث فعلا حيث سافرت جولدا مائير إلى النمسا لمناقشة الحادث.
6. وبعدها ضحت سوريا ب 15 طائرة سقطت فى البحر الأبيض المتوسط بعد معركه جوية شرسة مع الطيران الإسرائيلى تحلت فيها سوريا بضبط النفس إلى أقصى درجة حتى لا تطلق صاروخا واحدا ضد الطائرات الإسرائيلية فتكتشف إسرائيل فاعلية هذه الصواريخ قبل المعركه الكبرى حرب أكتوبر) التى جرت بعدها بعشرة أيام.
7. ولضعف تقنيات الاستخبار المصرية فكان العنصر البشرى هو البديل ويتضح ذلك من كلام اللواء فؤاد نصار مير المخابرات العسكرية حين قال "من خلال هذه الروح المصرية البسيطة استطعنا أن نرصد كل سكنات وحركات العدو.فعندما توليت مدير المخابرات العسكرية, لم تكن هناك إمكانات كبيرة ولا تقنيات تعطينا معلومة دقيقة, فلم يكن أمامي إلا إنشاء قاعدة بشرية فأسست منظمة سيناء وأحضرت أحد أبناء مشايخ القبائل, وأعطيته رتبة عقيد وطلبت منه تجنيد أكبر قدر ممكن من البدو للعمل في منظمة سيناء, ثم أنشأت فرق متطوعين من الجيش, وكان لكل متطوع عمل معين, وبعد أن دربناهم علي تصوير المواقع, التي كنا نريد أن نعرف عنها كل شئ, جعلناه يعبرون القناة إلي الجهة الأخري, ليكونوا تحت رعاية أحد البدو, ومن خلال ذلك استطعنا أن نغطي سيناء كلها بعيوننا, وكان كل واحد من هولاء المجندين يمكث أربعة أشهر, ثم يعود نهائيا إلي الحياة المدنية, وقد أنهي خدمته العسكرية بعد هذه الفترة في سيناء, ويتم تكريمه ولا يطلب شيئا لنفسه, لكن أطرف ماقابلني من إحدي هذه المجموعات البشرية, أنهم طلبوا أن يتم تكريمهم فقط بالتصوير معي ومع اللواء أحمد إسماعيل رئيس المخابرات آنذاك ومازلت محتفظا بهذه الصورة".
"ولم يكن الرجال وحدهم الذين أسهموا في الحرب فقط, بل تلقينا مساعدات كبيرة من النساء, وكان لهن دور كبير في إدارة الصراع مع العدو, فكانت هناك متطوعات قدمن إلينا معلومات شديدة الأهمية, انعكست علي سير القتال عندما اندلعت الحرب"
كيف تحقق عنصر المفاجأة
لماذا يوم السادس من اكتوبر
يوافق يوم 6/اكتوبر فى ذلك العام يوم كيبور هو احد أعياد إسرائيل وهو عيد الغفران ، وقد اعلنت مصر وسوريا الحرب على إسرائيل فى هذا اليوم لأسباب يذكرها محمد عبد المنعم الجمسى رئيس هيئة العمليات للجيش المصرى خلال الحرب فى مذكراته ويقول ( وضعنا فى هيئة العمليات دراسة على ضوء الموقف العسكرى للعدو وقواتنا ، وفكرة العملية الهجومية المخططة ، والمواصفات الفنية لقناة السويس من حيث المد والجزر .... درسنا كل شهور السنة لأختيار افضل الشهور فى السنة لاقتحام القناة على ضوء حالة المد والجزر وسرعة التيار واتجاهه واشتملت الدراسة أيضا جميع العطلات الرسمية فى إسرائيل بخلاف يوم السبت وهو يوم أجازتهم الأسبوعية، حيث تكون القوات المعادية أقل استعداد للحرب. وجدنا أن لديهم ثمانية أعياد منها ثلاث أعياد فى شهر أكتوبر وهم يوم كيبور ، عيد المظلات ، عيد التوارة . وكان يهمنا فى هذا الموضوع معرفة تأثير كل عطلة على اجراءات التعبئة فى إسرائيل ......، ولإسرائيل وسائل مختلفة لاستدعاء الاحتياطى بوسائل غير علنية ووسائل علنية تكون بإذاعة كلمات أو جمل رمزية عن طريق الإذاعة والتليفزيون.... ووجدنا أن يوم كيبور هو اليوم الوحيد خلال العام الذى تتوقف فيه الإذاعة والتليفزيون عن البث كجزء من تقاليد هذا العيد اى ان استدعاء قوات الاحتياط بالطريقة العلنية السريعة غير مستخدمة ، وبالتالى يستخدمون وسائل أخرى تتطلب وقتا أطول لتنفيذ تعبئة الاحتياطى.... وكان يوم السبت ـ عيد الغفران ـ 6 أكتوبر 1973 وهو ايضا العاشر من رمضان أحد الايام المناسبة وهو الذى وقع عليه الاختيار)
قام الرئيس محمد انور السادات بتكليف اللواء الجمسي رئيس العمليات بعمل بحثا عن انسب الايام لساعة الصفر وقد وضع الجمسي ثلاثة مجاميع ايام وهي
المجموعة الاولي : في النصف الثاني من مايو 73.
المجموعة الثانية: في شهر سبتمبر .
المجموعة الثالثة: في شهر اكتوبر.
تم تأجيل ساعة الصفر في المجموعة الاولي وذلك لاسباب سياسية .
ولم تنفذ ساعة الصفرفى المجموعة الثانية وذلك بسبب نقص الاسلحة.ساعة الصفر:وتم الاتفاق عل ساعة الصفر انها في يوم 6 اكتوبر وقد تم ذلك في حضرة الرئيس الاسد رئيس سوريا وكل من احمد اسماعيل وزير الحربية المصري و مصطفى طلاس وزير الدفاع السوري
اسباب اختيار عام 73 بالتحديد :
استكمال بعض الاسلحة والمعدات التي كانت تنقص الجيش المصري
وصول معلومات تفصيلية الي القيادة المصرية بان اسرائيل قامت بعقد اتفاقيات عن عقود التسليح وعن الاسلحة ونوعياتها التي سوف تصلها في عام 74 لذلك فإن الانتظار الي ما بعد عام 73 سوف يعرض القوات المصرية الي مفاجات من الممكن ان لاتستطيع علي مواجهتها مواجهة صحيحة او تكلف القوات جهودا وتكاليفا اكثر ونحن في اشد الحوجة اليها .
أسباب اختيار يوم 6 اكتوبربالتحديد:
بدأ هذا التحديد من برج العرب فى شهر يوليو 73 حيث قام الرئيس السادات بالاجتماع مع الرئيس حافظ الاسد رئيس سوريا خلال رحلة سرية له الى مصر
وفى هذا الاجتماع الذى استمر حوالى اربع ساعات صدر قرار جمهورى مصرى سورى بتشكيل المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية السورية برئاسة المشير احمد اسماعيل الذى كان يحضر هذا الاجتماع
واجتمع هذا المجلس سرا فى الاسكندريه فى اغسطس 73 وقرر المجلس تحديد موعد تقريبى للمعركة خلال شهرين من هذا التاريخ
وقد قام الرئيس السادات والرئيس حافظ الاسد فى حضرة المشير احمد اسماعيل فى أوائل سبتمبر 73 من تحديد يوم 6 اكتوبر الساعة الثانية ظهرا علي انها ساعة الصفر وتم ابلاغ بعض القيادات الاقلة فى القوات المسلحة الذين لهم اتصالا مباشرا بالحرب
وقد تم تحديد يوم 6 اكتوبر على اساس :
1-يوم عيد الغفران عند الاسرائليين
2-قبل حلول الشتاء فى سوريا وظهور الثلج
3-اتمام وصول بعض الانواع المعينة من الاسلحة
4- استخدام ضوء القمر والمد والجزر.
وقد قام الرئيس السادات بالتصديق علي الخطة في يوم اول اكتوبر الخامس من رمضان وذلك وسط اجتماعا استمر 10 ساعات للرئيس مع حوالي 20 ضابطا من قيادات القوات المسلحة وقد صدق علي الخطة بتاريخ 10 رمضانالصعوبات التى كانت تعوق العبور وكيف تم التغلب عليها
كانت هناك العديد من المشاكل والصعاب الفنية التى كانت تعوق عملية العبور ولكن القوات المسلحة المصرية قامت بدراسة هذه الصعاب ودراسة كيفية التغلب عليها
المانع الرئيسي الذي كان يعوق هذا العبور هو المانع المائي قناة السويس وكانت هذه الاعاقة للاسباب التالية:
2-تدبيش الشاطئ مما يعوق المركبات البرمائية من النزول او الصعود في هذا المانع المائي الا بعد تجهيزات هندسية .
3-قيام العدو بانشاء ساترا ترابيا علي الضفة الشرقية للقناة مباشرة بارتفاع من 10الي20 مترا مما يجعل من المستحيل علي اي مركبة برمائيا العبور الا بعد ازالة هذا الساتر.
4-انشاء خط بارليف علي طول الساحل الشرقي للضرب علي اي قوات تحاول العبور.
5-وجود خزانات للمواد الملتهبة يسع كل واحد منها 200 طن من المواد الملتهبة النابالم علي مسافات متقاربة بحيث يمكن للعدو ان يدفعها فوق سطح المياه ثم يشعلها فيتحول سطح القناه الي حمم ملتهبة تحرك كل شيء فوق الماء وتشوي الاسماك في الاعماق وتصل حرارتها الي الشخص الذي يبعد عن القناه بمسافة 200 متر ويمكن استمرار دفع المواد الملتهبه حتي تستمر النار في اشتعاله
وقد تم التغلب علي كل هذه الصعاب والمشاكل كالتالي[
التغلب علي مشكلة النيران الملتهبه
[كانت هذه الخزانات الممتلئة بالمواد المشتعله مدفونة في خزانات تحت سطح الارض فكان من الصعب تدمير هذه الخزانات بالمدفعية
لكن هذه الخزانات كانت متصلة بمواسير تحت سطح الماء لتدفع خلالها السوائل الملتهبه الي سطح المياه
فكان لابد من ارسال بعض الافراد المتسللين لسد هذه المواسير بالاسمنت مع تكليف بعض افراد من الصاعقة بسرعة الاستيلاء علي هذه المستودعات
وقد تم بالفعل الاستيلاء علي مستودعات المواد الملتهبة سليمة بكل ما فيها بل واسر الضابط المهندس الاسرائيلي الذي قام بتصميمها
التغلب علي مشكلةالساتر الترابي :
كانت الفكرة الاولي للتغلب علي هذا الساتر هي ان نفتح ثغرات في هذا الساتر بالمدفعية
لكن احد الضباط المهندسين الشبان قدم نظرية بكيفية فتح هذه الثغرات بواسطة استخدام المياه المندفعة تحت ضغط عالى
وتم ادخال بعض التعديلات لادخال تحسينات لزيادة قوة الماكينات حتي اصبح في مقدورنا عمل الثغرة في مدة تتراوح من 3 الي 5 ساعات
وكان المراد هو عمل 60 ثغرة علي طول القناة ويكون عرض الثغرة 7 امتار اي ازاله 1500 متر مكعب من الاتربة في كل ثغرة بما يعادل 90000 كم مكعب من الاتربة في ال 60 ثغرة
تسوية جوانب هذه الثغرات حتي يمكن تثبيت الكباري عليها
بالفعل خلال المعركة قام المهندسين العسكريين بشق 60 ثغرة في الساتر الترابي واقاموا عشرات الكباري وما يقرب من 50 معدية عبر القناه في فترة تتراوح من6 الي 9 ساعات
التغلب علي مشكلة تأمين الضباط المهندسين :
لتامين الضباط المهندسين حتي يتمكنوا من عمل هذه الثغرات واقامة وتثبيت الكباري كان لابد من دفع المشاه عبرالقناه
التغلب علي مشكلة صمود المشاه للاسلحة الثقيلة :
وهذه المشكلة كانت هي كيفية جعل الجندي المصري يتصدي الي الدبابات والطائرات والصواريخ لتأمين الضباط المهندسين لاقامة كباري عبور للاسلحة المصرية الثقيلة
وقد تم التغلب عليها باللاتي :
ان المشاه يحملون كمية كبيرة من الاسلحة والذخيرة فيما يعادل 25 كج مع الجنود وكانت تصل الي 35 كجم مع بعضهم ولهذا تم:
1-تصميم وابتكار عربات جر صغيرة يضع فيها المشاه مالايستطيع من حمله ولكنها تمكنه من جرها.
2-تسليح المشاه باسلحة مضاده للدبابات وصواريخ صغيرة للتصدي للمدرعات.
3-تسليح المشاه بالاسلحةالمضادة للطا ئرات .
4-تجهيز المشاه بسلالم لمساعدتهم في تسلق الساتر الترابي.
5-تنظيم عبور المشاه في قوارب مطاطية .
6-عدم الهجوم علي النقاط القوية للعدو الا بعد وصول الاسلحة الثقيلة .[
التغلب علي مشكلة تأمين المشاه :
قامت المدفعية المصرية بحل هذه المشكلةعلي احسن وجه بنيرانها الكثيرة والمؤثرة والقوية حيث تمكنت قوات المشاه من عبور القناه باقل خسائر.
التغلب علي مشكلة تنظيم القوات:
وهذه المشكلة هي كيفية تنظيم القوات علي الشاطي الشرقي وكيف يكون خط سيرها عند عبور القناه بحيث لايحدث ارتباك بين القوات وبعضها
وقد قامت ادارتي الاشارة والشرطة العسكرية بمد كوابل الاشارة عبر قناه وتحديد الطرق والمدقات التي تسلكها الدبابات والعربات عبر عبورها.
النقاط الأساسية الاستراتيجية للحرب:
1-ان تحارب اسرائيل علي جهتين .
2-ان تصاب اسرائيل بخسائر لاقبل لها باحتمالها .
3-ان تستمر اسرائيل تحت التعبئة لاطول مدة ممكنه لاتقوي عليها .
4-ان يتحقق التضامن العربي وتستخدم الاسلحة العربية الاقتصادية والعسكرية ...يتواصل